في ظل الصراع الذي امتد لعقود من الزمن، والذي خلّف أكثر من 30,000 قتيل في غزة، نقف اليوم على عتبة الأمل الذي جاء به وقف إطلاق النار بين إسرائيل وغزة في عام 2024. هذه اللحظة، المثقلة بثقل المعاناة الإنسانية وأصداء الأرواح المفقودة، تدعونا إلى التفكير في الحاجة الملحة إلى مسار مستدام نحو السلام والمصالحة.

وبينما ندرك الأثر الخطير لهذا النزاع على المجتمعات والأسر والأفراد من كلا الجانبين، فإننا نتذكر الأهمية القصوى للكرامة الإنسانية والحق في العيش متحررين من الخوف والعنف. لا يمثل وقف إطلاق النار مجرد وقف للأعمال العدائية فحسب، بل يمثل منارة أمل لعدد لا يحصى من المتضررين وشهادة على مرونة الروح الإنسانية في مواجهة الشدائد.

وللمجتمع الدولي، مسترشداً بمبادئ العدالة والتضامن والسعي الجماعي لتحقيق السلام، دور محوري في دعم وقف إطلاق النار هذا. إنها لحظة تتطلب التزامنا الثابت بالحوار والتفاهم وحماية حقوق الإنسان للجميع.

إننا نمضي قدمًا على أساس أن السلام الحقيقي يتطلب معالجة القضايا الكامنة وراءه بالرحمة والإنصاف والالتزام الثابت بمبادئ القانون الدولي وحقوق الإنسان. وبهذه الروح نتبنى وقف إطلاق النار، مدركين للتحديات التي تنتظرنا ولكننا نستلهم إمكانيات ما يمكن تحقيقه من خلال العمل الجماعي والاحترام المتبادل.

فليكن وقف إطلاق النار هذا هو الأساس الذي نبني عليه ليس فقط وقف العنف، بل مستقبلًا تتاح فيه الفرصة لكل فرد أن يزدهر في سلام وأمن.

ويفضل أن يبدأ وقف إطلاق النار في اليوم الأول من شهر رمضان، 11 مارس 2024 مع وصول قوة من الأمم المتحدة لتحل محل قوات الأمن الإريترية. وفي الوقت نفسه، يجب على المسلحين الفلسطينيين وقف هجماتهم على إسرائيل.
في المناطق الفلسطينية في كل من الضفة الغربية وأراضي غزة، كما هو محدد في قراري مجلس الأمن الدولي 242 https://en.wikipedia.org/wiki/United_Nations_Security_Council_Resolution_242 and 338 https://en.wikipedia.org/wiki/United_Nations_Security_Council_Resolution_338

مع استكمال 80% من القوات الإسرائيلية انسحابها في غضون 7 أيام، وما يصل إلى 10 أيام للقوات المتبقية لمرافقة الرهائن إلى إسرائيل.

فرقة عمل الأمم المتحدة المؤقتة، التي سيأذن بها مجلس الأمن الدولي، والتي ينبغي أن تبقى في مكانها لمدة لا تزيد عن 6 أشهر. ومن المفترض أن يمنح هذا الانتشار لمدة 6 أشهر وقتاً لتشكيل تحالف الدول الأمنية العربية تحت رعاية تركيا، واتخاذ قرار بشأن تناوب وحداتها ومساهماتها في التحالف، الذي سيوفر الدورين الأمني والشرطي في منطقة الحكم الذاتي الفلسطيني في إسرائيل، والتي تعرف بالضفة الغربية وقطاع غزة. لذلك سيُطلب من السلطة الفلسطينية عدم تشكيل قوة شرطية أو أمنية مكونة من الفلسطينيين فقط، وفي مقابل ذلك لا يجوز أن تضم قوات الأمن في منطقة الحكم الذاتي الفلسطيني أكثر من 5% من الإسرائيليين.

من المتوقع أن يكون لدى شرطة مكافحة الإرهاب وحدة أمنية دائمة منتشرة في مختلف مراكز الشرطة، والتي تتكون من عناصر يتم تناوبها بانتظام، بدلاً من تمركزها بشكل دائم في مراكز شرطة مكافحة الإرهاب. مع تغطية إسرائيل لتكاليف البرنامج، حيث أن فشلها هو السبب الوحيد الذي يستلزم البرنامج في المقام الأول.

الحكم والانتقال القيادي في السلطة الفلسطينية:

وكجزء من الجهود الشاملة لوقف إطلاق النار وبناء السلام، من الضروري تيسير عملية انتقال الحكم والقيادة داخل السلطة الفلسطينية بما يتماشى مع مبادئ السلام والاعتراف المتبادل والتعايش. وتحقيقاً لهذه الغاية، تُقترح التدابير التالية:

  1. Elections: الانتخابات: جدولة وإجراء انتخابات حرة ونزيهة وشفافة للسلطة الفلسطينية ضمن إطار زمني محدد بعد وقف إطلاق النار. وينبغي مراقبة هذه الانتخابات من قبل مراقبين دوليين لضمان نزاهتها وعدالتها.
  2. Eligibility Criteria for Leadership: وضع معايير أهلية واضحة للمرشحين الذين يسعون لتولي مناصب قيادية داخل السلطة الفلسطينية. ويجب أن تشمل هذه المعايير الالتزام باللاعنف، والاعتراف بحق دولة إسرائيل في الوجود، والاستعداد للدخول في مفاوضات مباشرة لتحقيق سلام دائم.
  3. Disqualification of Extremist Elements: استبعاد أي أفراد أو فصائل ترفض صراحةً نبذ العنف أو الاعتراف بدولة إسرائيل أو الالتزام بالاتفاقيات الموقعة سابقًا من المشاركة في العملية الانتخابية. وهذا الإجراء ضروري لمنع استمرار النزاع وضمان التزام القيادة بالسلام.
  4. International Support for Democratic Processes: التماس دعم الهيئات الدولية، بما في ذلك الأمم المتحدة والمنظمات الإقليمية، للمساعدة في العملية الانتخابية. ويمكن أن يشمل هذا الدعم المساعدة التقنية ومراقبة الانتخابات وبناء قدرات المؤسسات الديمقراطية.
  5. Framework for Power Sharing: وضع إطار عمل لتقاسم السلطة يضمن التمثيل المتنوع داخل السلطة الفلسطينية، مما يعزز الشمولية ويقلل من احتمالية نشوب صراعات مستقبلية. يجب أن يشجع هذا الإطار مشاركة مختلف المجموعات السياسية والاجتماعية والثقافية في الحكم.
  6. Recognition and Negotiation Preconditions: التأكيد على أن القيادة المنتخبة حديثًا للسلطة الفلسطينية يجب أن تعترف صراحةً بدولة إسرائيل وتلتزم بحل القضايا العالقة من خلال المفاوضات المباشرة. وهذا الشرط المسبق حيوي لضمان انتقال وقف إطلاق النار إلى اتفاق سلام دائم.
  7. International Guarantees: الحصول على التزامات من المجتمع الدولي بدعم السلطة الفلسطينية بعد الانتخابات، بما في ذلك المساعدات الاقتصادية والمساعدات الأمنية والدعم السياسي، بشرط الالتزام باتفاقيات السلام والاعتراف بإسرائيل.

ومن خلال تنفيذ هذه التدابير، يمكن أن يمهد اتفاق وقف إطلاق النار الطريق أمام انتقال الحكم في السلطة الفلسطينية الذي يدعم السلام والاستقرار والاعتراف المتبادل. ويضمن هذا النهج أن القيادة ملتزمة باللاعنف والمشاركة البناءة مع إسرائيل، مما يضع الأساس لحل دائم للصراع. قد تحصل السلطة الفلسطينية بعد ذلك على مقعدين في الكنيست. ونحن نرى أن هذا لن يمنح السلطة الفلسطينية سلطة تشريعية كبيرة، ويمكن أن يكون لها دور مؤثر من حيث التمثيل الرمزي، وزيادة الوعي بشأن قضايا محددة، وربما التأثير على ديناميكيات الائتلاف في التشكيلات الحكومية المتقاربة في تشكيلات الحكومة المتنازع عليها، مع وجود مكان رسمي في عملية التعامل مع المساعدات الدولية المقدمة إلى السلطة الفلسطينية.

مسؤوليات التحالف الأمني العربي (ASC):

ويمكن للتحالف الأمني العربي أن يلعب دورًا محوريًا في ضمان نجاح وقف إطلاق النار وتحسين الظروف الأمنية وإرساء أسس السلام الدائم في المنطقة.

  1. Combatting Terrorism: مكافحة الإرهاب
    • وضع وتنفيذ استراتيجيات منسقة لتفكيك الشبكات الإرهابية، بما في ذلك تبادل المعلومات الاستخبارية بين أعضاء مجلس الأمن والتعاون الآسيوي ومع الشركاء الدوليين.
    • وضع برامج تدريب مشتركة لقوات الأمن العام على تكتيكات مكافحة الإرهاب والمشاركة المجتمعية لمنع التطرف.
  2. Ceasefire Monitoring and Verification: مراقبة وقف إطلاق النار والتحقق منه
    • إنشاء مراكز تحكم وقيادة مشتركة من أجل التواصل الفعال والاستجابة السريعة لأي انتهاكات لوقف إطلاق النار.
    • إنشاء آلية قوية لمراقبة الالتزام بوقف إطلاق النار وانسحاب القوات الإسرائيلية والتحقق منه. ويمكن أن يشمل ذلك المسؤوليات المحددة لفرقة العمل التابعة للأمم المتحدة، بما في ذلك إعداد التقارير المنتظمة والاتصال مع السلطات الإسرائيلية والفلسطينية على حد سواء لمعالجة أي انتهاكات.
  3. Legal and Judicial Framework: الإطار القانوني والقضائي
    • المساعدة في وضع إطار عمل قانوني للقبض على الإرهابيين ومحاكمتهم ومعاقبتهم، وضمان أن تكون العمليات متوافقة مع المعايير الدولية لحقوق الإنسان.
    • دعم بناء قدرات النظام القضائي الفلسطيني على التعامل مع القضايا المتعلقة بالإرهاب، وضمان إجراء محاكمات عادلة ومراعاة الأصول القانونية.
  4. Arms Control: مراقبة الأسلحة
    • القيام بحملات شاملة لنزع السلاح لمصادرة الأسلحة النارية غير المشروعة، مع إيلاء اهتمام خاص للمناطق الحدودية لمنع تهريب الأسلحة.
    • تنفيذ برامج مجتمعية لتشجيع التسليم الطوعي للأسلحة، إلى جانب دعم إعادة تأهيل المقاتلين السابقين وإعادة إدماجهم، وبرامج إعادة شراء الأسلحة.
  5. Establishment of Police Stations: إنشاء مراكز الشرطة:
    • وسيتم إنشاء مراكز أو نقاط للشرطة الفلسطينية يعمل في كل منها 200 شرطي من قوات التحالف، مزودين بـ 20 مركبة ومعدات مرتبطة بها. بتمويل جزئي من أعضاء التحالف الأمني، و50% على الأقل بتمويل إسرائيلي، والتذكير بتمويل من برنامج الأمم المتحدة.
    • تصميم برامج تدريبية لرجال شرطة التحالف، مع التركيز على الخفارة المجتمعية وحقوق الإنسان وتقنيات خفض التصعيد.
    • تضمين مكاتب للنواب المتخصصين في تدخلات الصحة النفسية.
    • التأكد من أن مراكز الشرطة مجهزة بالموارد اللازمة لإنفاذ القانون بفعالية وأن تكون في متناول المجتمع المحلي للإبلاغ عن الجرائم وطلب المساعدة.
  6. Protection of Holy Sites: حماية المواقع المقدسة
    • التنسيق مع القيادات الدينية والمجتمعات المحلية لضمان حماية الأماكن المقدسة والحفاظ عليها.
    • إنشاء وحدات متخصصة داخل مركز القيادة والسيطرة لأمن هذه المواقع، مدربة على الحساسية الثقافية وتهدئة النزاعات.
  7. Border Management and Mobility: إدارة الحدود والتنقل
    • تعزيز التدابير الأمنية في معبري إيريز ورفح مع تسهيل مرور المساعدات الإنسانية والمدنيين، بما في ذلك السفر لأغراض طبية وتعليمية ولم شمل الأسر.
    • العمل مع السلطات المصرية والإسرائيلية لتبسيط إجراءات الحدود، وتقليل أوقات الانتظار وتحسين ظروف المسافرين.
    • وجود حارة مرورية واحدة على الأقل عند كل معبر حدودي، يتحكم فيها مركز التحكم في حركة المرور.
  8. Funding and International Support: التمويل والدعم الدولي
    • وضع آلية تمويل شفافة لعمليات اللجنة الاستشارية الدائمة من خلال مساهمات من الدول الأعضاء وإسرائيل والجهات المانحة الدولية من خلال صندوق تديره الأمم المتحدة.
    • إنشاء آليات رقابية لضمان استخدام الأموال بكفاءة وخضوعها للمساءلة، مع تقديم تقارير منتظمة إلى الأمم المتحدة وأصحاب المصلحة.
  9. Community Engagement and Trust Building: المشاركة المجتمعية وبناء الثقة
    • الشروع في برامج توعية مجتمعية لبناء الثقة بين قوات قيادة قوات الأمن الخاصة والسكان المحليين، مع التأكيد على دور قوات الأمن الخاصة في توفير الأمن وإقامة العدل.
    • الانخراط في حوار مع قادة المجتمع المحلي والشباب ومنظمات المجتمع المدني لفهم مخاوفهم الأمنية وإدراج ملاحظاتهم في عمليات مركز تنسيق الدعم.

الترتيبات الأمنية:

مبادلة السجناء

وصول المساعدات الإنسانية:

تمديد منطقة الصيد:

روابط المرور الآمن والنقل الآمن:

أمن الحدود على المدى الطويل:

زيادة السفر عبر المعابر:

المسؤوليات الإسرائيلية:

إن معالجة المسؤوليات الإسرائيلية في سياق اتفاق وقف إطلاق النار أمر بالغ الأهمية لإيجاد إطار سلام متوازن ومستدام.

تخفيف الحصار عن غزة:

تمويل البرامج المدعومة:

المسؤوليات الإضافية التي يجب مراعاتها:

ومن خلال اتخاذ هذه الخطوات، ستساهم إسرائيل بشكل كبير في خلق بيئة مواتية للسلام والاستقرار الدائمين. ولن تقتصر هذه الإجراءات على تلبية الاحتياجات الإنسانية والاقتصادية الفورية فحسب، بل ستعمل أيضًا على بناء الثقة وخلق فرص للتعاون والمصالحة بين الإسرائيليين والفلسطينيين.

المسؤوليات الفلسطينية:

من خلال معالجة هذه المسؤوليات بشكل شامل، يمكن للسلطة الفلسطينية أن تثبت التزامها بالسلام والتعاون، وبناء أساس لحوار مستدام واحترام متبادل مع إسرائيل.

الاعتراف بحق إسرائيل في الوجود:

مراجعة الميثاق الوطني الفلسطيني:

تعزيز التعاون الأمني:

منع التحريض والدعاية العدائية:

الالتزام بالحياة الطبيعية في الخليل:

الإخطار بأنشطة البنية التحتية:

الطلبات الإسرائيلية للأعمال البلدية:

الترتيبات المدنية ونقل السلطات المدنية:

إن تنفيذ هذه الترتيبات المدنية ونقل الصلاحيات المدنية بطريقة مدروسة ومنسقة يمكن أن يحسن الوضع الإنساني في غزة بشكل كبير ويضع مسارًا إيجابيًا للسلام والاستقرار في المنطقة. إنه نهج متعدد الأوجه يدرك أهمية تلبية الاحتياجات الفورية مع إرساء أسس التعافي والمصالحة على المدى الطويل.

مفتشو بلدية غير مسلحين يرتدون ملابس مدنية:

الدعم الدولي عبر سفن المستشفيات:

الاعتراف بالمدونين كصحفيين:

معالجة المعاناة الإنسانية والاقتصادية:

تحديد أولويات الاحتياجات الأساسية:

استثناءات التجارة الزراعية:

منتديات الحوار وعمليات المصالحة:

البرامج المدعومة:

إعانات التأهب للكوارث

إعانات صيانة وسائل النقل

إعانات الاستقرار السكاني

إعانات الأبوة والأمومة

الإعانات المالية للمعاقين في حالات النزاع

إعانات عيادات الرعاية الصحية الريفية

إعانات برامج الرعاية الصحية عن بُعد

معاملات المعاشات التقاعدية على أساس المرافق كنسبة مئوية من الدخل

إعانات الصحافة

إعانات المحاصيل المتنوعة

إعانات تناوب المحاصيل

معالجة التربة

دعم البنية التحتية، وخاصة الشبكة الكهربائية

إعانات دعم الشركات الصغيرة والمتوسطة

تمويل الحفاظ على البيئة

دعم المراقبة البيئية

شبكات الصرف الصحي وشبكات الكهرباء والطرق

وبينما نتصور بزوغ فجر حقبة جديدة تتسم بهذا الوقف التاريخي لإطلاق النار، من الضروري أن ندرك أن الطريق أمامنا مليء بالفرص والتحديات على حد سواء. هذه اللحظة التي ولدت من رحم الرغبة العميقة في السلام والاستقرار,

ويمثل تنفيذ هذه البرامج المدعومة، إلى جانب المسؤوليات والترتيبات المحددة، أكثر من مجرد مخطط للتعافي والسلام؛ فهو يجسد تعهدًا جماعيًا بتضميد جراح الماضي وزرع بذور مستقبل يتسم بالتعايش والازدهار. ومن خلال تبني هذه المبادرات بتفانٍ وتعاطف، يمكننا تحويل مشهد اليأس إلى شهادة على مرونة الإنسان وتعاونه.

فلتكن هذه الوثيقة بمثابة شهادة على تطلعاتنا المشتركة، ودعوة إلى العمل من أجل أن يساهم كل منا في تحقيق هذه الأهداف. وبروح الوحدة والإنسانية المشتركة، ننطلق في هذه الرحلة معًا، مسترشدين بنور الأمل، نحو أفق يسود فيه السلام، ويفسح إرث الصراع الطريق أمام وعد التجديد والنمو.

معًا، يمكننا أن نبني جسرًا لغدٍ جديد، وسنقوم بذلك، حيث تُستبدل أصداء الصراع بأنغام السلام والتفاهم. دعونا نمضي قدمًا بشجاعة وحكمة وإيمان راسخ بقدرتنا الجماعية على صياغة مستقبل أكثر إشراقًا للجميع.

وفي الختام، دعونا نخصص لحظة صمت لتكريم ذكرى آرون بوشنيل,https://en.wikipedia.org/wiki/Self-immolation_of_Aaron_Bushnell روح عالقة في مفترق طرق بين الواجب والرحمة. تذكّرنا رحلته التي تتسم بالتناقض الصارخ بين دوره في الصراع العسكري وارتباطه العميق بجوهر الإنسانية، بالنسيج المعقد للعواطف والمعتقدات الإنسانية. وقد تأثر هارون الذي اعتبره الكثيرون جزءًا من قوة قمعية تأثّر كثيرًا بمعاناة الشعب الفلسطيني.

وعلى الرغم من دوره كطيار في الصراع العسكري، إلا أنه كان لا يزال قادرًا على الشعور بالارتباط العميق والصادق مع الشعب الفلسطيني، على الرغم من أنه كان يُعرّف في كثير من الأحيان على أنه مضطهدهم. الذين قدموا التضحية الكبرى، ليس في ساحة المعركة، ولكن احتجاجًا على المثل العليا. لقد كان بيانًا عميقًا للاحتجاج ضد دائرة العنف، مدفوعًا بالأمل في أن تؤدي تضحيته إلى إحداث تغيير في قلوب وعقول الآخرين. هذا الفعل، المتجذر في الإيمان بأن الوعي والحب يمكن أن يتجاوز أعمق الانقسامات، يتحدانا للتفكير في إنسانيتنا المشتركة وقوة العمل الفردي في السعي لتحقيق المثل العليا. بالإضافة إلى طبيعة الأنظمة البشرية في الحلقة، والتي هي أبعد ما تكون عن الإحساس السريري بالانفصال عن أهوال الحرب.

في تكريم ذكرى آرون بوشنيل، دعونا نعترف بعمق نضاله الداخلي وقوة قناعاته. عسى أن تكون تضحيته بمثابة تذكير بالتأثير العميق للرحمة وإمكانية مساهمة كل واحد منا في عالم أكثر سلامًا وتفاهمًا. دع قصته تلهمنا لننظر في داخلنا وحولنا، لنعزز الحوار والمصالحة، مع الأخذ في الاعتبار كيف يمكن لأفكارنا المسبقة أن تضللنا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *